تمر الأيام و الدقائق …و يمر الإنسان معها في مسيرته بمحطات و لحظات …
فكانت في كل يوم تمضي حاملة قِدْرها .. تتزود من هذه بالألم و السعادة…و من تلك بالفرح و الأمل … ومن أخرى ترتشف البكاء و دموع القهر…و من هذه بالحب و العشق …
ثم تمر بلحظات تعجز خلالها عن الحراك …يتجمد الفؤاد… يتحول إلى كتلة جليدية…تنطلق برودته إلى كل الأعضاء متغلغلة غازية شرايين الكيان مخدرة إياه…
تقف في صمت لا تدري و لا تفقه …ماذا تقول وماذا تفعل.!
و لأنها أصبحت في دوامة الحياة …
تتقن فن الصمت …
فلصمتها ضجيج يطحن عظام الصمت..
لتقول كلمات ظاهرها أجوف … تفسيرها غامض…
ليفضي الناظر- الجاهل بان أقوى لغات العالم الصمت-،
بالقول: أنها كلمات لا معنى في تلافيفها…
ولكنها كلمات محمله برموز…
لا يفك شفرتها إلا هي …
كلمات خلاياها نابضة بالحياة ..
تترنح داخل سياجها دون أن تعبر حدودها …
لأنها السر الذي يغلف حياتها …
و يلح بعض الناس عليها و يصرون على أن تكشف نفسها أماهم…
تنثر أوراق مشاعرها …حبها الدفين …صمتها الحزين …عشقها الأوحد …
تلك التي تحب أن تُرى و تلك التي لا تحب أن تكشفها علنا …
يطلبون تمزيق ستائر فرضها القدر…
و امتثلت لها طوعا دون أن تدري الحكمة …
لأنها و ببساطة ..ترفض أن يشاركها احد في صفحات حياتها الخاصة…
قد تبوح لفرد واحد …هي تعلمه…و تذكره بالاسم… لا تدخله في دائرة الآخرين ….
لأنها و إياه ليسا اثنين…
تمضي سائلة صمتها…
لماذا يحملنا البعض وزر النوايا …؟؟
لماذا يطلبون مني حب من كواني و أهب كياني لغير من سباني …؟
مالي و إياهم…؟؟
و أنا على نفسي منكبة حزينة
بجوار ظلي أمشي و لا ابرح
غريبة في عالم السعادة أحيا
أحلامي كالرياح تهب تارة
و تارة تختنق في دائرة الحر
أسير حافية .. شاردة
أترنح وأتهادى بجرح قديم جديد
لاأسمع سوى همساتي وقطرات دمعي
أعاني في حروب الليالي..
من غدر الخلان …
فكم بسهام الغدر
فاضت مدامعي
فعاشت مني الدموع
بصمت و ضياع قلب
ممسك بالضباب
تظل بكلماتها تلك تترقب شمس الأمل في صمت..
لتقول في العلن المعلن كاسرة الصمت ببيان لغة و تحدي ….
أنا العاشقة…أنا التي بلا هو لا أكون …أنا التي و هو بروح واحدة …
أنا المحبة الولهانة …أعيش الحب بآهاته وهمساته ..لوعاته وعذابه …سكناته و ترانيمه ..
اعشق الحب…اعشق الحياة…اعشق السكون…
اعشق الغموض…لكن عشقي الأول و الأخير يظل الخيال …
أحب بالرغم من أن الحب سلطان عاش مطرودا …و كم داسته أقدام البشر…
قد اعترف بحبي لحبي أمامهم … حبي ليس كحبهم …حبي حب الحرة المتعالية …حب الأبية العصية العنيدة …حب الكريمة الفخورة …حب الوفية الغنية…
ذاك الذي امتطت قارب الحب إليه لما لمحت طيفه في السما ..
صارت تشق السحاب … وعند وصولها أدركت انه اقرب منها إلى قلبها …
ثم عادت لتسال الحكماء …
هل في قولي شيء من الخطايا …؟؟
قرؤوا في صمتي مروا على نصف أشعاري …
و قالوا اخسئي…
عودي إلى صمتك…
قلت بالحب للحب أتغنى..
قالوا اخجلي فأنت بالقول في عيب…
قلت حبي الشمس..القمر ..النور…
و النور لا يستحي…
و الهوى قدر…
و الحب لا يعرف الخوف
و أنا بحبي يهابني الخوف …
( إذا كنتم بغير النور تهتدون في سيركم …فانا من الظلماء حتى تكتحل عيني بسواد العشق )
رموني بالذلة و لو فهموا شعري لرفعوا…
ترفعوا عن الحب …فارتفعوا بعدا عن الخلائق…
و أنا التي علمها الحب أنها في السماء نجمة …بعيدة الوصول…تسقط بكلمة شريفة …
و في العلياء قمة …لا وصول إليها إلا بتأشيرة من فؤادي …
أنا التي إلى الفردوس بالحب تمضي سائلة باحثة …
أنا التي بالحب تزرع البسمة …و تقهر القدر رضا …
أنا التي رآها الحب فحيى من بعيد..
أنا التي بالحب لا تلين لمن يحط من قدرها…و يحقر دينها…و يريد قهرها…
أنا التي ناداها الحب و قال :لا تنتظري السعادة تطرق بابك …
بادري خذي خطوة و بابها اقصدي …
فأنت وردة لا تعرف الآلام
لان قلبك مليء بالوئام
و وجهك مرسوم عليه أحلى الأنغام…
و من يراك يستيقظ على أحسن الأحلام..
أهديك أجمل وسام
فابتسمي ..
فما أنت إلا آية ناطقة بروعة الخالق …
و ما أنت إلا إشراقة الكون…
يا جنة الدنيا و بهجتها…
فالحسن أجمله ما شاع فيه الطهر
كفكفت دموعها…كشفت عن ابتسامتها …
رمت شجونها …و طوت أحزانها …
شيدت سفينة حيها…و اختارت قبطانها…سلمته فؤادها و زمام القيادة…
نزعت نبال الألم من صدرها و مضت في كبرياء تعيش أيامها مع من تملك عرش قلبها…
و ترعى ذكرياتها تحت ضوء القمر … و تحقق أحلاما احتضنها قلبها الصامت بكل حنان..
و مع شروق الشمس و في فستانها الزهري تنثر براحة بال و نشوة فؤاد الورد على من أحبها و رعاها في عينيه و جاد بدعوة صادقة صافية … تقطف قرص الشمس و تنسج منه إكليلا ذهبيا ،و تقول في كبرياء
أنا التي إذا انطلقت في اختياري لا أعود….
مستحيل كرامتى يتداس عليها هخليها قمه العزة التى يتمنوا الوصل ليها